Telegram Group & Telegram Channel
بوصلة المؤمن في الفتن
عندما عاد نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم أدراجه من الطائف بعد ما لقي من العنت والمكابرة والإصرار على الضلال وسفاهة كبراء القوم الذين أغروا به الصبية فرشقوه بالحجارة، في تلك الحالة من الاستيئاس دعا عليه الصلاة والسلام دعاءه المأثور وفي عقبه قال قولة تعتبر درة تاج الحكمة من الابتلاء، وثلج يقين المبتلى "إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي"، وهذه الكلمة يجب أن تكون نبراسنا في السنين الشداد، وفي احترار لظى الفتن والعذابات التي نُسامُها مع أطفالنا ونسائنا وشيوخنا على حد سواء.
إن هذا البلاء لا يهون وقعه ولا يخف وطئه إلا على نفس المؤمن الذي يحتسبه في موازين حسناته، ويحتسب الصبر عليه من عزم الأمور، وإلا بغير بوصلة الإيمان يكون الابتلاء شقوة وتكون الفتنة تعاسة وانتكاسا، ويكون وقعه على النفس مضاعفا، فوقع مادي بمقتضى البلاء الذين يكون شيئا من الخوف أو الجوع أو نقص الأموال والأنفس والثمرات، ووقع مادي يكون بفقدان الصبر واستحكام الجزع والإبلاس واليأس من روح الله.
وهنا يحضر قوله تعالى "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر"، هذا السياق الكريم يبرد قلوب المؤمنين مهما تهافت عليهم من صنوف البلاء، كيف لا والأسوة هو رسول الله، بسيرته الشريفة نعلل أنفسنا ونأسو جراحنا، أفقدنا الأحبة والأبناء ورفاق الطريق في الثورة؟ نقتدي بخير الخلق وخير المرسلين الذي فقد في أحد سبعين من صحابته الأخيار الذين ناصروه ساعة العسرة وعزروه ووقروه، أأخرجنا من ديارنا بغير حق لمجرد ثورتنا على الظلم؟ نقتدي به صلى الله عليه وسلم وقد أخرجه قومه من مكة وهي أحب البقاع إليه، أتعاقبت علينا سنون الفقر والحصار والإقتار والعُدم؟ نقتدي به صلى الله عليه وسلم وقد كان يشد الحجارة على بطنه وتمر الأيام والليالي دون أن توقد نار في بيته.
وإن تتمة آية الأسوة هو قوله تعالى "لمن كان يرجو الله واليوم الآخر" ليس الرسول أسوة لنا إن كان أكبر همنا ومبلغ علمنا الدنيا أن نسود فيها وننجو من محنها ونستزيد من نعيمها العابر، بل هو أسوة لنا إن كنا نرجو ما عند الله، ونحتمل له المكاره ونغشى في سبيله كل مشهد ومعترك، وإن تعريف الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل، وطالما تغنينا بالإيمان وبآياته والبلاء والصبر حين كنا في عافية من أمرنا، فالآن وقد جاء تأويله وآن أوانه وجاءت ساعة الصبر فلنصادق على أقوالنا بأفعالنا عسى أن نفوز بحسنة الدنيا والآخرة، نصره في العاجلة والنجاة في الآجلة.
https://www.tg-me.com/br/أحمد بن عيسی الشيخ/com.aleesa71



tg-me.com/aleesa71/366
Create:
Last Update:

بوصلة المؤمن في الفتن
عندما عاد نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم أدراجه من الطائف بعد ما لقي من العنت والمكابرة والإصرار على الضلال وسفاهة كبراء القوم الذين أغروا به الصبية فرشقوه بالحجارة، في تلك الحالة من الاستيئاس دعا عليه الصلاة والسلام دعاءه المأثور وفي عقبه قال قولة تعتبر درة تاج الحكمة من الابتلاء، وثلج يقين المبتلى "إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي"، وهذه الكلمة يجب أن تكون نبراسنا في السنين الشداد، وفي احترار لظى الفتن والعذابات التي نُسامُها مع أطفالنا ونسائنا وشيوخنا على حد سواء.
إن هذا البلاء لا يهون وقعه ولا يخف وطئه إلا على نفس المؤمن الذي يحتسبه في موازين حسناته، ويحتسب الصبر عليه من عزم الأمور، وإلا بغير بوصلة الإيمان يكون الابتلاء شقوة وتكون الفتنة تعاسة وانتكاسا، ويكون وقعه على النفس مضاعفا، فوقع مادي بمقتضى البلاء الذين يكون شيئا من الخوف أو الجوع أو نقص الأموال والأنفس والثمرات، ووقع مادي يكون بفقدان الصبر واستحكام الجزع والإبلاس واليأس من روح الله.
وهنا يحضر قوله تعالى "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر"، هذا السياق الكريم يبرد قلوب المؤمنين مهما تهافت عليهم من صنوف البلاء، كيف لا والأسوة هو رسول الله، بسيرته الشريفة نعلل أنفسنا ونأسو جراحنا، أفقدنا الأحبة والأبناء ورفاق الطريق في الثورة؟ نقتدي بخير الخلق وخير المرسلين الذي فقد في أحد سبعين من صحابته الأخيار الذين ناصروه ساعة العسرة وعزروه ووقروه، أأخرجنا من ديارنا بغير حق لمجرد ثورتنا على الظلم؟ نقتدي به صلى الله عليه وسلم وقد أخرجه قومه من مكة وهي أحب البقاع إليه، أتعاقبت علينا سنون الفقر والحصار والإقتار والعُدم؟ نقتدي به صلى الله عليه وسلم وقد كان يشد الحجارة على بطنه وتمر الأيام والليالي دون أن توقد نار في بيته.
وإن تتمة آية الأسوة هو قوله تعالى "لمن كان يرجو الله واليوم الآخر" ليس الرسول أسوة لنا إن كان أكبر همنا ومبلغ علمنا الدنيا أن نسود فيها وننجو من محنها ونستزيد من نعيمها العابر، بل هو أسوة لنا إن كنا نرجو ما عند الله، ونحتمل له المكاره ونغشى في سبيله كل مشهد ومعترك، وإن تعريف الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل، وطالما تغنينا بالإيمان وبآياته والبلاء والصبر حين كنا في عافية من أمرنا، فالآن وقد جاء تأويله وآن أوانه وجاءت ساعة الصبر فلنصادق على أقوالنا بأفعالنا عسى أن نفوز بحسنة الدنيا والآخرة، نصره في العاجلة والنجاة في الآجلة.
https://www.tg-me.com/br/أحمد بن عيسی الشيخ/com.aleesa71

BY أحمد بن عيسی الشيخ




Share with your friend now:
tg-me.com/aleesa71/366

View MORE
Open in Telegram


أحمد بن عيسی الشيخ Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Telegram and Signal Havens for Right-Wing Extremists

Since the violent storming of Capitol Hill and subsequent ban of former U.S. President Donald Trump from Facebook and Twitter, the removal of Parler from Amazon’s servers, and the de-platforming of incendiary right-wing content, messaging services Telegram and Signal have seen a deluge of new users. In January alone, Telegram reported 90 million new accounts. Its founder, Pavel Durov, described this as “the largest digital migration in human history.” Signal reportedly doubled its user base to 40 million people and became the most downloaded app in 70 countries. The two services rely on encryption to protect the privacy of user communication, which has made them popular with protesters seeking to conceal their identities against repressive governments in places like Belarus, Hong Kong, and Iran. But the same encryption technology has also made them a favored communication tool for criminals and terrorist groups, including al Qaeda and the Islamic State.

Start with a fresh view of investing strategy. The combination of risks and fads this quarter looks to be topping. That means the future is ready to move in.Likely, there will not be a wholesale shift. Company actions will aim to benefit from economic growth, inflationary pressures and a return of market-determined interest rates. In turn, all of that should drive the stock market and investment returns higher.

أحمد بن عيسی الشيخ from br


Telegram أحمد بن عيسی الشيخ
FROM USA